|

طريق النجاح بين المثابرة و رياح المثبطين . 

الكاتب : الحدث 2022-01-18 01:25:38

 في هذه الحياة الجميع سائرون في رحلة البحث عن  إثبات الذات وتحقيق النجاح، وأثناء هذه الرحلة قد يصْطدِمُ هؤلاء بأشخاص تافهين مُحبِطين كل همهم النيل من إنجازات الأخرين،يُلقون بسيلِ من الكلمات الانهزامية والقاسية لكسر ثقتهم بأنفسهم. 

في مجتمعاتنا العربية تحديدًا نحن أمام نوعان من البشر : المحفزون المنجزون والمثبطين التافهين،والتحفيز والتثبيط كلمتان متناقضتان، أما التحفيز في اللغة فهو الدفع من الخلف إلى الأمام أو الحث والتقدم ، وأما التثبيط فهو الدفع إلى الخلف أو التأخير والتعويق والتوهين . 
وهاتان القوتان المتناقضتان تؤثران في شخصية الإنسان بالسلبية أو الايجابية.

الأشخاص المنجزون يتمتعون بقدر عالٍ من "الثقة " والتصالح مع النفس وهي قوة ذاتية تحفيزية تدفعه للنجاح فكلما زادت تلك الثقة منحت الإنسان الإنجاز والتفوق والأعتزاز والفخر ، فلايؤثر عليه ثناء أو ذم الأخرين له ،يتقدم بخطوات ثابتة مؤمن بإمكاناته ومهاراته وقدراته التي تمكنه من تحقيق أهدافه.

 هذه الدوافع التحفيزية هي نتاج تحصيلي من التربية منذ الصغر ، فالأسرة لها دور حيوي في غرس الثقة و روح المبادرة في نفوس أبناءها  لِتمكنهم من الثبات أمام رياح العابثين.

 الكادحون في سُبل التميز لاتؤثر عليهم نظرة الأخرين لهم مستمرين في إنجازاتهم ومحفزين لأنفسهم ولغيرهم. 
بالمقابل النقيض من ذلك المثبطين 
( أعداء النجاح) الذين يقتُلهم كل تميز يحاولون معه العبث بمشاعر هؤلاء المتميزين حتى يتمكنون منهم ولايرضون لهم إلا بالتخلف والتقهقر للوراء .

من حفز نفسه وركز على تطويرها كان النجاح حليفه واستطاع  أن يحقق أقصى درجات التفوق لنفسه ولأسرته ولمجتمعه، وإذا حدث العكس وتأثر الإنسان بالبيئة المحبطة فقد بلغ أقصى درجة الفشل،وحكم على نفسه بالنهاية المأساوية وعلى قصة نجاحه بالإعدام قبل ولادتها .

لايمكن القول بأن الجميع يستطيعون أن يمتلكون قوة التحفيز أو توفر لهم البيئة المناسبة، فقد يحيط بهم عوامل وضغوطات مثبطة تتمثل في بيئة العمل من عدم القدرة على التحفيز من قِبل مرؤوسيهم أو مدراء وزملاء سلبيين أو الشعور برتابة في العمل وغيرها من المؤثرات السيئة .

يقول الفيلسوف الكندي " دونو" في كتابه نظام التفاهة "أن التافهين قد حسموا المعركة في هذا العالم، من دون  اجتياحات ولا حرائق ولا حتى إطلاق رصاصة واحده من معركة ، ربح التافهين الحرب وسيطروا على عالمنا وباتوا يحكموننا".

أصبحت المنافسة غير شريفة مع أشخاص كل جنيهم مصالحهم الشخصية بعيداً عن المصلحة العامة، محاولين إطفاء وهج تلك النجوم المضيئة بِشُهُبً مترصدة حاقدة.

أولئك "الخاوية عقولهم" تجدهم دائما يُقحمون أنفسهم في كل مجال واختصاص للوصول للوجاهة المجتمعية والبقاء في صدارة المجالس وتسطيح كل ما من شأنه خدمة البشرية ، ينْشُرون التلوث الفكري بين أبناء المجتمع ، والنتيجة إنسلاخ الأمة من هويتها العربية وتأخر تقدمها.

سماء الوطن تضج بنجوم تتلألأ في مجالات شتى تحتاج للتحفيز لا للتثبيط، وما نراه اليوم من  أخلاقيات وصلت للحضيض يجعلنا ككتاب مهتمين بالشأن المجتمعي نقلق كثير من ما وصل به الحال من توفير فرص لهؤلاء التافهين المثبطين للظهور في وسائل الإعلام ونشر تفاهاتهم على الملا.

بهذا الصورة المستفزة التي أوصلنا إليها هؤلاء المثبطين وخطيئتهم في حق المجتمعات العربية لِجرها للهاوية ،يجب على المهتمين بالشأن الثقافي من مفكرين وأدباء وكتاب التصدي لهم و البقاء في منافسة حاسمة مع الطرف الآخر رغم عدم توافق الكفة بين الطرفين.

المحافظة على قيمنا وثقافتنا هي مسئولية جماعية تشترك فيها كل الأطراف المعنية لِتقدم المجتمع خاصة المثقفون من أبناء الوطن تقع على عاتقهم مسئولية كبرى في تطهير تلك العقول من عفن هؤلاء التافهين .

أخيراً، 
أيها الناجحون: لا تسمحوا لأحجار المثبطين المتخاذلين أن تُعيق خطواتكم نحو النجاح،اتخذوا من تلك الاحجار سُلم للوصول نحو القمة.

بقلم/ العنود سعيد